إستراتيجية الإمارات للتنمية المستدامة في ظل التحديات المناخية العالمية

 

دولة الإمارات تتصدر جهود مكافحة الاحتباس الحراري في العالم:

تتبوأ دولة الإمارات العربية المتحدة موقعًا بارزًا في التعامل مع قضية الاحتباس الحراري والتغير المناخي. إذ تسعى الدولة بفعالية إلى تحقيق رؤية مستدامة للتنمية، تكن اهتمامًا كبيرًا للمسائل البيئية وخاصة انبعاثات الكربون. تسعى الإمارات جاهدة للتخفيف من انبعاثاتها الكربونية من خلال اعتماد استراتيجية شاملة تركز على تحويل نظامها الاقتصادي إلى اقتصاد أخضر قائم على الابتكار والتكنولوجيا المستدامة.

الإمارات والتطورات الحديثة في مجال الطاقة المتجددة والحد من الاحتباس الحراري:

تلعب دولة الإمارات دورًا مهمًا في التقليل من الاحتباس الحراري في كوكب الأرض، وذلك من خلال اتخاذ التدابير والسياسات التي تهدف إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة. تعتبر مبادرة استراتيجية الإمارات للطاقة المستدامة 2050، التي تستهدف زيادة استخدام الطاقة المتجددة إلى 50٪ وتحقيق خفض انبعاث الكربون بنسبة 70٪ بحلول عام 2050، مثالًا حيًا على التزام الدولة في مجال الاستدامة والحد من الاحتباس الحراري.

الإمارات تأخذ قيادة المنطقة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة:

تعتبر محطة براري المركزية للطاقة الشمسية، التي تقع في أبوظبي، مشروعًا ذو أهمية كبيرة في جهود الإمارات لتعزيز استخدام الطاقة الشمسية. توفر هذه المحطة طاقة نظيفة ومتجددة تعادل تخفيف إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1.6 مليون طن سنويًا. بالإضافة إلى ذلك، تقوم دولة الإمارات بتشجيع استخدام المركبات الكهربائية وتهيئة البنية التحتية اللازمة لشحن تلك المركبات، بهدف تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.

سبل الاستفادة من الخبرات والممارسات الإماراتية في التقليل من الاحتباس الحراري:

تعتبر استثمارات الإمارات في التقنيات البيئية والابتكار أيضًا من العوامل المؤثرة في التقليل من الاحتباس الحراري. حيث تقوم الدولة بتشجيع المشاريع البحثية والتطوير التكنولوجي، وتدعم الابتكارات المستدامة في مجالات مثل الطاقة المتجددة وإدارة المياه والزراعة. كما تسعى الإمارات بنشاط لتوسيع قطاع الطاقة المتجددة من خلال تطوير مشاريع للطاقة الشمسية والرياح، وذلك بهدف تحقيق التنمية المستدامة والتحول إلى اقتصاد قائم على الطاقة المستدامة.

دروس من الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة:

بهذه الإجراءات والمبادرات الرائدة في مجال حماية البيئة والتصدي للتحديات المناخية، تلعب الإمارات دورًا نموذجيًا في التخفيف من الاحتباس الحراري والمساهمة في الحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة. إن سعي الدولة نحو الاستدامة والتنمية الخضراء يشكل مثالًا يحتذى به، ويعكس التزامها في تحقيق التوازن بين تطور الاقتصاد والحفاظ على البيئة.

أكمل القراءة

الاحتباس الحراري وكيف يحدث؟

تُعرّف ظاهرة الاحتباس الحراري، أو ظاهرة الاحترار العالمي (بالإنجيزيّة: Global Warming) أو ظاهرة الدفيئة (بالإنجليزية: Greenhouse)، على أنّها ارتفاع في معدّل درجة حرارة الهواء الجوّي الموجود في الطبقة السفلى من سطح الأرض، وذلك خلال القرن أو القرنين الماضيين.

 وتحدث هذه الظاهرة عند حبس أو احتباس حرارة الشمس في الغلاف الجوي للأرض بعد دخولها إليه، ممّا يرفع درجة حرارة الأرض ويجعلها أكثر دفئاً،ويتم ذلك من خلال امتصاص غازات الغلاف الجوي كثاني أكسيد الكربون لطاقة الشمس وحبسها بالقرب من الأرض ممّا يساهم في ارتفاع حرارة الأرض.

 بعد مقارنة مجموعة من البيانات المتعلّقة بمختلف الظواهر الجويّة كدرجة الحرارة، ومعدلات هطول الأمطار مع التغيّرات الحاصلة في المناخ كالتركيب الكيميائيّ للغلاف الجوي، والتيارات البحريّة، تبيّن أنّ تلك التغيُّرات المناخيّة تحصل كل فترة زمنيّة معينة منذ بداية العصر الجيولوجيّ بشكلٍ طبيعي، لكن خلال الثورة الصناعيّة زادت التغيّرات المناخيّة بفعل الأنشطة البشريّة.

فخلال القرن الماضي ارتفع متوسط درجة الحرارة السطحيّة العالميّة من (0.3 إلى 0.6) درجة مئوية، وهي تمثّل أكبر زيادة في درجة حرارة سطح الأرض خلال الألف عام الماضية، ومن المتوقع زيادة أكبر في درجات الحرارة خلال هذا القرن، إذ أنّ متوسط درجة الحرارة العالميّة في الوقت الحالي تبلغ 15 درجة مئوية، ويتوقع علماء الطقس زيادتها من 2-4 درجة مئوية بحلول عام 2100.

 إنَّ ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالميّة لا يعني بالضرورة أنّ جميع مناطق العالم ستصبح أكثر دفئاً، فالاحتباس الحراري لا يدل على ارتفاع درجة الحرارة بنفس المقدار في كل مكان، لكنّه يدل على ارتفاعٍ عام في متوسط درجة الحرارة العالميّة.

أكمل القراءة