الاثنين، 6 مارس 2023

نجاح المرأةُ في القطاع السياسي على رأسه جورجيا ميلوني

جورجيا ميلوني ونجاحها الغير مسبوق



 هل اقتدى حزبُ اليسار الإيطالى بغريمه اليمينى الراديكالى الذى حققت له جورجيا ميلونى نجاحًا غير مسبوق عندما تولت قيادته؟ الجوابُ بالنفى عندما يتعلقُ الأمر بالوقائع. فقد صعدت إيلى شلاين إلى قيادة الحزب الديمقراطى، الذى أُنشئ فى عام 2007 عقب حل الحزب الشيوعى وورث عددًا كبيرًا من أعضائه، بعد انتخابات فازت فيها بنسبة 54% من الأصوات. 

ويعنى هذا أن ما يقرب من نصف أعضاء الحزب، وغيرهم ممن اقترعوا، اختاروا منافسها ستيفانو بوناتشينى. هذا ما تقولُه الوقائع.

 وفى الجواب عن مثل هذا السؤال، لا يُنظرُ إلى ما قد يكونُ شعورًا جوانيًا لمن انتخبوا شلاين بأنها الحلُ لإعادة الحزب إلى الصفوف الأمامية، كما حدث لحزب إخوة إيطاليا تحت قيادة ميلونى ولكن إذا أردنا أن نختبر فكرة أن دوافع نفسية أسهمت فى تولى امرأة قيادة حزب اليسار الإيطالى، ربما نجدُ أساسًا ما لها، وإن لم يكن كافيًا لاعتمادها. فثمة أوجهُ شبهٍ بين شخصيتى شلاين وميلونى. كلتاهما فى مقتبل العمر. ولكن شلاين ذات السبعة والثلاثين عامًا أصغر من ميلونى بثمانية أعوام. ومع ذلك فلدى كلٍ منهما خبرة سياسية تعود إلى بدء النشاط السياسى فى وقت مبكر من حياتهما. ولكن فرقًا مهمًا بينهما يعود إلى أن شلاين بدأت عملها السياسى فى أمريكا متطوعةً فى حملة باراك أوباما الرئاسية.

والأهمُ من ذلك أنهما متقاربتان، فى طريقة إدارة الأمور والتفاعل مع الآخرين. تتبنى كل منهما موقفًا جذريًا (راديكاليًا)، ولكنه ليس مصبوبًا فى قالبٍ ضيق. تقف شلاين فى أقصى يسار حزبها، وتدعو لإعادته إلى جذوره التى ترى أنه انحرف عنها نحو الوسط، مثلما تتموقعُ ميلونى قرب أقصى اليمين فى حزبها. ولكن شلاين تتخذُ مواقف عملية (براجماتية) حين تكون ضرورية، مثلها فى ذلك مثل ميلونى. فكلتاهما نموذجان للجمع بين الراديكالية والبراجماتية، أو بين الطوباوية والواقعية.

كانت عينا شلاين على ميلونى قبيل انتخابها، وبُعيده. وأول ما قالته عقب فوزها إن حزبها سيستعيدُ دوره، وسيقفُ فى مواجهة حكومة ميلونى. ولهذا سيكونُ الصراعُ بينهما مثيرًا، وستكونُ متابعتُه ممتعة.

SHARE

Author: verified_user

0 Comments: