خلص الباحث د. حميد عزيزي زميل ألكسندر فون همبولدت في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، الى ان سعي تركيا إلى زيادة نفوذها في اليمن ، خاصة في الأجزاء الجنوبية من البلد الذي مزقته الحرب، من خلال تقديم دعم نشط لحزب الإصلاحالمعروف بأنه الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، ياتي في سياق نهجها الجديد لتزاوج المصالح مع ايران واستهداف السعودية.
وقال عزيزي في مقال له: في المؤتمر الصحفي المشترك يوم 15 حزيران (يونيو) مع نظيره التركي، قدم وزير الخارجية الإيراني، ظريف، أيضًا إشارة مهمة، ولو أنها أُهمِلت إلى حد كبير، بشأن اليمن. وقال: “لدينا وجهات نظر مشتركة مع الجانب التركي حول سبل إنهاء الأزمة في ليبيا واليمن”، مشيراً إلى احتمال نجوم إعادة اصطفاف إقليمية بين إيران وتركيا ضد الكتلة التي تقودها السعودية في الصراعين اليمني والسوري.
واضاف: منذ بداية غزو التحالف بقيادة السعودية لليمن في آذار (مارس) 2015، دعمت تركيا الحملة العسكرية للتحالف وعارضت الحوثيين المدعومين من إيران. ومع ذلك، بينما توترت علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية في العام 2018 بسبب قضية مقتل خاشقجي، بدأت أنقرة في إعادة النظر في موقفها تجاه الصراع. والآن بعد أن فشلت الحملة التي تقودها السعودية في هزيمة الحوثيين، بينما تشهد الرياض في الوقت نفسه خلافات متزايدة مع حليفتها الإمارات بشأن خططها طويلة المدى لليمن، تبنت تركيا سياسة أكثر نشاطًا تجاه الحرب الأهلية اليمنية.
واضاف: وردت تقارير مؤخرًا عن إرسال مسلحين مدعومين من تركيا من سورية إلى اليمن للقتال إلى جانب القوات الموالية للإخوان وضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، مختتما بالقول: على الرغم من عدم وجود علامة على وجود أي تحالف محتمل بين القوات المتحالفة مع إيران وتركيا في اليمن، يبدو أن الهدف المشترك المتمثل في توجيه ضربة للتحالف الذي تقوده السعودية وانتزاع التنازلات منه قد جلب المواقف الدبلوماسية لطهران وأنقرة أقرب إلى بعضها بعضا في قضية اليمن.