تفشت ظاهرة النفايات في اليمن بسبب الحرب الدائرة رحاها منذ سنوات في البلاد ويواجه بعض السكان تجمع أكوام من النفايات بالقرب من منازلهم الأمر الذي يؤثر على حياتهم اليومية. "لو لم يكن هذا بيتي الوحيد لما بقيت هنا. إننا نعيش بأجواء غير صحية، وحيث النفايات تتجمع قرب منزلنا"، يقول عبدالواحد الزيادي، أربعيني يمني، يسكن في أحد الأحياء الواقعة على الأطراف الجنوبية الغربية للعاصمة صنعاء، حيث تأثرت أنظمة معالجة النفايات، الضعيفة أصلاً، في المدينة، كما مختلف مدن البلاد، بسبب الحرب الدائرة منذ سنوات. ومع ذلك، فإن الأزمة باتت تنعش في المقابل مبادرات للبحث عن حلول.
و رغم أزمة معالجة النفايات وتراكمها في الأحياء والأزقة والمساحات المختلفة، إلا أن التهديد البيئي في صنعاء يظل عميقاً. فبالإضافة إلى أن النفايات تحتل 13 بالمائة من إجمالي المخلفات في البلاد، يربض جبل من النفايات إلى الشمال من صنعاء يُعرف بـ"مقلب الأزرقين"، ويقول أستاذ البيئة والتنمية المستدامة، الدكتور يوسف المخرفي إن المقلب الذي يبلغ ارتفاعه نحو 90 متراً يستقبل 1800 طن من النفايات يوميا "بما فيها النفايات الطبية الخطرة، والتي شكلت سوائلها مستنقعا خطيرا تعرف بـ(بالعصارة) ذات العواقب الوخيمة على الإنسان والبيئة"، في حين أن خدمات النظافة تقتصر على تجميعها ورميها إلى المقلب.
حيث اظهر التحليل لأحدث البيانات المتوفرة للجهاز المركزي اليمني للإحصاء، ارتفاع نسبة النفايات إلى نحو 4,4 ملايين طن في العام 2017 في مقابل نحو 3,7 مليون طن في 2011، ووصلت نسبة التغير خلال الفترة ذاتها، إلى زيادة بنسبة 19 بالمائة، احتلت عدن فيها المرتبة الأولى بنسبة 23 بالمائة ثم صنعاء 22 بالمائة ووفقا لدراسة نشرتها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) في العام 2014، تشكل النفايات العضوية ما نسبته 65 بالمائة من النفايات في اليمن، في حين يحتل البلاستيك ما نسبته 10 بالمائة، يليه الورق والكرتون بنسبة 7 بالمائة و6 بالمائة معادن و1 بالمائة زجاج، فيما تحتل النفايات الأخرى غير المحددة 11 بالمائة. على أن أكثر من 60 بالمائة من النفايات، لا يتم تجميعها رسمياً، إذ أن الأخيرة تحتل 35 بالمائة فقط، منها 20 بالمائة يتم التخلص منه في مواقع خاضعة للرقابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق