الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

بعد عزم الولايات المتحدة على طردها من ليبيا.. أين تذهب مرتزقة النظام التركي؟

 


مأزق كبير وقع على رأس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كالصاعقة، بعدما تغير الموقف الدولي من وضع الأزمة الليبية وخرق تركيا حظر توريد السلاح للأراضي الليبية وإرسال آلاف المرتزقة هناك، للقتال في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق الليبية، من أجل تحقيق أطماع شخصية تمثلت في خيالات الغزو القديم ونهب ثروات الشعب الليبي. 

ولأن المصائب لا تأتي فُرادى، تغير موقف الحليف الخفي والقوي للرئيس التركي، ففي الوقت الذي انتظر فيه أردوغان المدد من الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الضغط الدولي للاستمرار في مشروعه الاستعماري في الأراضي الليبية، فوجئ بتغير الموقف الأمريكي نفسه تجاهه وتجاه أطماعه التي باتت واضحة جلية أمام الحليف والعدو. 

فخلال جولة وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، التي زار خلالها تونس، والجزائر، والمغرب، استهدف خلال مراجعة الموقف الأمريكي من الإرهاب الذي تشهده المنطقة بفعل الأتراك، بعد نقل آلاف المرتزقة وبقايا الجماعات المتطرفة في سوريا إلى ليبيا، شدد على عزم الولايات المتحدة الأمريكية على طرد تلك الجماعات المسلحة من الأراضي الليبية بالقوة، لإفساح المجال أمام عملية السلام والحوار السياسي بين الفرقاء في ليبيا. 

زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمغرب العربي، جاءت بالتزامن مع زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية لإسطنبول، ولقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويبدو أن هناك ربط واضح بين كلا الزيارتين، فإعلان الولايات المتحدة موقفها المباشر من التدخل التركي السافر في الشأن الليبي، دفع الرئيس التركي لاستدعاء “واليه” في ليبيا، لمناقشة الوجهة التي سيتم إرسال المرتزقة لها، وكيف سيكون وضع ميليشيات الوفاق حال سحب عشرات آلاف المسلحين من صفوفهم. 

استطاع أردوغان أن يجد لمرتزقته مخرجاً بعد أن فتح جبهة جديدة في “ناغورنو كاراباخ” الواقعة بالأراضي الأرمينية، وتشهد عدوانا من أذربيجان بدعم تركي واضح، حيث قرر الرئيس التركي تحييد المنطقة المتنازع عليها والسيطرة عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، باعتبارها ستكون معبرا لأنابيب الغاز الذي سيخرج من باطن البحر المتوسط متجها إلى أوروبا. 

وعلى الرغم من إيجاد أردوغان مخرجا لمرتزقته في ليبيا، التي أصبحت تمثل عبئا كبيرا على المجتمع الدولي، حتى على حلفاء أردوغان، إلا أنه حتى الآن لم يجد حلولاً يمكنه أن يدعم بها حكومة الوفاق في حال فشل الحلول والمساعي السياسية في ليبيا، خاصة وأنه لن يجرؤ على التدخل العسكري بجنوده الأتراك في الأراضي الليبية، وخوفا من المجتمع الدولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق